إنا لله وإنا إليه راجعون
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في سورة البقرة :
(( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون))
ونحن مطالبون بنقل آيات القرآن كما هي ، من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا نقصان ولا استبدال كلمة بأخرى .
ومن المؤسف أن هذه الآيات الكريمة تخضع لتحريف غير مقصود من لدن بعض الإخوة الكرام ، وحتى من بعض الأدباء المرموقين ، عند تقديم تعازيهم على صفحات الجرائد والمنتديات ؛ حيث يكتب بعضهم :
[size=25](إن لله وإن إليه راجعون)
وهذا خطأ بالطبع ، يؤدي معنى ناقصا ؛ لأن (إن) تحتاج إلى اسم وخبر . وحين نقول : (إن لله) ، نكون قد أتينا بخبرها فقط ، وهو (لله) . فأين اسمُها ؟
إن لله ماذا ؟ (إن لله عبادا مؤمنين)؟ أم (إن لله كتابا عظيما) ؟ أم (إن لله رُسُلا كراما) ؟ أم (إن لله جنةً للمتقين ونارا للغاوين) ؟ أم ماذا ؟
والصواب - كما في النص القرآني - :
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
فـ(إنا) معناها (إننا) : (إنّا = إنّ نا) ؛ كما في قولنا : (إنا نتعلم في المدرسة) و(إنا نصلي في المسجد) . وكما في قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ، وقوله : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ) .
وعليه ، فالمعنى هنا تامّ ؛ لأن (نا) هي اسم (إن) الذي كان ينقص في الصيغة المحرفة السابقة .
فـ (إنا [أي : إننا نحنُ] لله ، وإنا [أي : إننا نحنُ] إليه راجعون) .